رباه..♥

{اللهم إني اسْتودُعكَ أحلامي "صغيرها وكبيرها "..فاحْفظها من اللصوص ..وعابري السبيل ! و قُطّاعُ الأماني ، وأصحاب الأقنعة }!!!


الجمعة، 12 سبتمبر 2014

لا يناسبني هذا العمر

عدُت اكتب ..
عُدت اكتب ..
بعد كل هذهِ السنين الكثيرة ، عدت اكتب فجأة .. بعدما كنت اعتقد أني كبرت على كل عادات المراهقة القديمة .. وأولها أن اكتب ..

هه لحسن الحظ إني لم اغلق هذا المكان .. بما أنني حرقت كل الطرق القصيرة إلي .. خبايا القدر ، أي قدر ياترى كنت اقصد !!
عموماً كنت طفلة ولن آخذ أي كلام يسبق ما اكتبه الآن على محمل الجد .. أبداً
اعتقد إني وصلت لعمر يصعب فيه البكاء والتفريغ أمام العامة .. أنا الشابة ذات العشرين ربيعاً تدرس تخصصاً دقيقاً وحساساً العاقلة المثقفة الجميلة .... ألخ !!
ماذا تفيدنا الصفات والهرطقات والكذب ! مالفائدة في أن اصف نفسي لأحد وابين له كم أنا مثالية وغالية وكثيرة على هذه البسيطة ؟؟
لماذا اكتشفت فجأة أن عاداتي القديمة كلها تحاصرتي؟ بعد أن امعنت أنفي ودسسته داخل الحياة لأنشغل بها أكبر قدرٍ ممكن كي لا أعود ..كي لا اعود للذكريات !!
المرحلة الثانوية .. لوحاتي الملونة .. الحزن والمرض والوحدة والغصة .. والوجوة التي خذلتني رغم وحدتي!! والكتابة التي هَرَبتُ من وسعها لضيق العيش حتى أنسى كيف أزِنُ الأحرف والكلمات واكتم الكلام في صدري حتى يذوب ويختفي وكأنه كلام عابر !
كل شيء تغير ياصديقتي ! انتهت الثانوية المرعبة انشغلت في بناء حلمي الجامعي وأصدقاء الجامعة والعمل في المعامل تزوجت مرام ووجدان ستتزوج .. كلاهما كانتا ضد التعلق برجل بعد أبيها وأنا معهم .. لكنهما رضختا فجأة لعادات هذا المجتمع الفارغ !

كل شيء تغير ياصديقتي ! لكني مازلت زينة التي تمضغ اللبان بصوت عالي وتفرقع .. مازلت اخاف بقاء العادات القديمة فيني أنا إبنة اليوم !
من يصدق أن أمي وأبي وحدهم اليوم من يملك حياتي .. أنا التي كنت لا ألقي لهم بالاً في مراهقتي .. يالله لا تحرمني إياهم ولو لرمشة عين ♥️

كتبت لأمي مع باقة الورد في يوم الأم رسالة اعتذار طويلة من صفحتين .. لا أدري عن ماذا أنا الطفلة التي لم اتعبها ولم اراهق يوماً على حد قولها .. كتبت بصدق :
تعتذرين دائماً مني رغم كل شيء 
تبحثين عن ذنب حتى تقتربين وأنتي القريبة
٢٠ عاماً وأنتي تقدمين الإعتذارات
اليوم أنا التي اعتذر لأني قد جاوزت العشرين يا أمي 
فدعي الهم ونامي *

لازلت عالقة في الطفولة هذا ما تأكدت منه اليوم و الكل يستهزىء .. منظري الواضح بأني لست إلا شابة بعيدةً كل البعد عن أي مراهقة أو طفولة..
لكني فجأة أصبحت احتاج أمي وأبي اكثر من أي وقتٍ مضى !! فجأة اصبحت اقترب أكثر وأكثر واتكلم وأبوح !!
والحياة سريعة يالله .. لماذا ؟
ليت طفولتي كانت اوسع وأكبر وأعرض وأكثر .. ليت التفاصيل فيها تحكى أو تكتب ..
فكرة أن أكبر فجأة لا تناسبني 
فكرة أن أكون مختلفة عن بنات جيلي لاتناسبني 
فكرة أن أكون عاقلة ومؤدبة ومحترمة لا تناسبني 
فكرة أن كل تصرفاتي محسوبة لأني لست صغيرة لا تناسبني 
عمر العشرين برقمه الكبير لا يناسبني 
فكرة أني سأكون طبيبة لذا عليّ أن اتحمل ولا أتأفف من هم الدراسة لا تناسبني
فكرة الكيلوغرامات الزائدة
والكعب الذي أكره
لون شعري الذي لم اغيره 
بشرتي وحبّتي الخال 
قصر شعري وطول قامتي
اظافري التي يمدحها الجميع ويكرهها أبي
لوحتي اليتيمة
فكرة أن أشتري الأكواب واجمعها 
كل شيء يتكوم حول بعضه ويكُّون تمثال عملاق عامر في التناقض يمثلني 
لا أحد يفهمني ولا أريد .. إني اتخلى عن رغبتي في أن يتعاطف هذا العالم السخيف ويتواطأ مع أمنياتي

أنا أصلاً لا أفهمني ولا أفهم فكرة أن اعود واعتلي الحروف لأكتب تأبيناً طويلاً حول حزني العظيم للعودة لهذهِ الفكرة !
لا أدري لماذا أنا خائفة على الدوام؟
من قدر ما يطرق بابي؟
من مفاجأة قد تقتلني بما أن الحظ ليس في صفي!
كل شيء مخيف ويتغير للأسوأ
حتى أنا ومجتمعي علاقتنا مهما حاولت تحسينها لا تترك في صدري إلا حزناً ووهناً

مجتمعي الذي حملني من قرف الحياة مالا طاقة لقلبٍ به .. فاللهم عليك به وبمن يورد أفكاره ويدعمها

مللت .. قد لا اطن أنني سأعاود اللجوء هنا مرةً أخرى..
يجب أن أكبر واترك العادات القديمة البليدة ..
انتهى
.
.
.