رباه..♥

{اللهم إني اسْتودُعكَ أحلامي "صغيرها وكبيرها "..فاحْفظها من اللصوص ..وعابري السبيل ! و قُطّاعُ الأماني ، وأصحاب الأقنعة }!!!


الأربعاء، 25 فبراير 2015

الأيام سريعة لا تنتظر والأقدار أيضاً
عليّ دائماً أن أذكّر نفسي أني كبرت وعليّ أن اواجه وحدي !
عليّ أن أصبر واحاول استيعاب الكم الهائل من القفزات الإنتقالية المفاجئة في حياتي .. حتى الخسارات والفشل كانوا فوق حزنهم يحتاجون مني استيعاباً طويلاً ..
كان عليّ دائماً أن اتذكر مخبئي الصغير هذا لأعود واكتب به شيئاً لن يسرني لو قرأته مجدداً
لا يسرني والله أن اكتب أو حتى أن يتجرأ أحدٌ ويقرأ لي 
ثلاث سنين مرت منذ أن انهيت الثانوية البشعة والذكرى لاتزال كجرح .. ذكرى اللاشيء لأنه فعلاً لايوجد شيء يستطاع شرحه
..
إن الحياة العظيمة التي أحلم بها وسيعةٌ جداً وواقعي ضيقٌ كحلقة
قد ابتلاني الله بقلبٍ حالم لا يخضع ولايقبل 
اتساءل كم عدد المرات التي قلت فيها لنفسي ليتني فتاةٌ عادية ؟
ليتني كنت فارغة لايهمني إلا يومي ، لا أقرأ ولا أتساءل ولا أكلف نفسي عناء الجرائد أو الكتب أو الإطلاع
اتخيل أنني ادرس الجغرافيا واتململ من المحاضرات ولي رفقة بذيئة بضحكات كمضخة مجاري واعود للمنزل لأنام لمنتصف الليل واستيقظ لمشاهدة مسلسل تركي فارغ لايمت لا لواقعنا ولا حياتنا بصلة 
احضر الزواجات لا لواجب بل لتتفاخر وليكثر خطابي ويسمعوا بمهري وبنت فلان يخطبها الطبيب والمهندس والظابط ولكنها ترفض .. يجدوني في كل مناسبة بلسان لايصمت وروحٍ خفيفة وقيل وقال وغيبة ونميمة ولحومٍ تتآكل .. كم من الفراغ يسكن نقيضتي السابقة؟
أنا التي لفرط دهشتي من الحياة انزويت في شرنقة هروباً من عالمكم الكبير الذي أعلم أنه لا يحبني من أقصاه لأقصاه وأعلن عليّ وعلى عمري الحرب .. فلا أنا التي عشت سنّي ولا أنا التي صدقت رقم العشرين الذي يكتب في خانة عمري !
عشرون عام لا أعرف فيها سوى طفولة ولم أرى مراهقةً فيها ولو لمره ولا اخشى الإعتراف بهذا السر العظيم ! إنني اخشى ضياع عمري وأنا أخاف أن أكبر ، بينما عمري يكبر بي شئت أم أبيت ..
أمي تقول إني جميلة ولا أكذبها ، بماذا يفيد الجمال إذ كنت لا أراه .. إذ كنت مشغولة بكيفية استيعاب أن وجهي الطفولي يتحول لإمرأة .. أنا أكبر واتحول لأمي لكنني لا أستوعب !! 
أنا أكبر فماعادت العرائس التي ألعب بها تناسب شكلي كطبيبة وماعاد الوردي الذي يملىء أغراضي وحياتي يناسب عشرينية الدانتيل والمخمل !
أنا أكبر ولكن هناك خطأ .. مابداخلي يأبى أن اتحرك نحو مرحلةٍ أكبر .. وكأني أقول له "محنا حلوين هنا أهوه .. لزمتو إيه نروح مكان تاني"؟

لزمتو إيه إني بشوف في الحياة حقات أكتر من اللي الناس شايفاها؟ 

.
.